شاهد رحلة أسود الأطلس من المطار حتى القصر الملكي واستقبل المغاربة أسودهم بالهتافات والزغاريد والورود والدموع..صور

 

.المغرب : محمد هيلان 

في يوم شتائي مشمس، تجمع مئات من المشجعين من المواطنين المغاربة قرب مكان ركن حافلة مكشوفة حمراء اللون، مع عبارة "ديما المغرب" أي دائما المغرب، جرى إحضارها إلى مطار مدينة سلا بالعاصمة المغربية الرباط.

كما انضم مسافرون مغاربة آخرون من القادمين من رحلات من خارج المغرب إلى المرابطين انتظاراً لوصول بعثة أسود الأطلس على متن رحلة مباشرة أقلتهم من مطار العاصمة القطرية الدوحة إلى أرضهم.

وعند حوالي الساعة الخامسة و20 دقيقة، نزلت الطائرة، ومع اقترابها من مكان الوقوف النهائي على مدرج المطار، أطلقت شاحنتان للإطفاء خراطيم المياه تحية لـ"أسود الأطلس" أي المنتخب المغربي، وسط هتاف الناس وزغاريد النسوة.

فرحة لا توصف تحميها آلاف من الشرطة

كما تجاوز عشرات المغاربة الحواجز المعدنية التي وضعتها السلطات موثقين تلك اللحظات بهواتفهم المحمولة ملوحين بأيديهم وأصواتهم تنادي بأسماء اللاعبين.

وتبعت الحافلة المكشوفة ثانية كبيرة الحجم غير مكشوفة، ركبت فيها أمهات لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم.

وتقدم الموكب عناصر من الشرطة المغربية على متن دراجات نارية، في مسار أمنه آلاف من نساء ورجال الشرطة المغربية.

نهفات اللقاء لا تنتهي لم تكن فرحة الأهالي أقل من فرحة اللاعبين الذين بدأت رحلة اللقاء معهم بشوق كبير، وتعرّضوا خلالها لمواقف طريفة سيذكرونها دائماً.

ففي مدينة سلا بقرب العاصمة المغربية الرباط، اضطر لاعبو المنتخب المغربي للانحناء حين مرت الحافلة المكشوفة من تحت قنطرة للقطارات.

وتعامل "أسود الأطلس" بدعابة مع الموقف، موثقين إياه بهواتفهم المحمولة، ونشروا المقاطع على حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي شارع محمد الخامس في قلب العاصمة المغربية الرباط، تجمع عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة، فأشعلوا الشهب الصناعية كما في ملاعب كرة القدم، لتحية منتخبهم.

وإلى ساحة المشور السعيد في القصر الملكي في العاصمة الرباط، انتهت رحلة الحافلة، فنزل نجوم المنتخب من أجل الاستقبال الملكي للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

إلى القصر الملكي

أما في قاعة العرش، كما تسمى مغربيا، فتوالى دخول عناصر بعثة المنتخب المغربي لكرة القدم، المشاركة في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، وعلى رأسهم فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووليد الركراكي مدرب أسود الأطلس، وتلقى الجميع "أوسمة ملكية سامية"، من يد العاهل المغربي الملك محمد السادس.

فيما قدم المنتخب المغربي لكرة القدم هدايا إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، من أبرزها قميصان اثنان للمنتخب المغربي، وأحد القميصين يحمل توقيعات نجوم أسود الأطلس.

كما التقط العاهل المغربي الملك محمد السادس، مع ولي العهد الملكي الأمير الحسن، ومع شقيقه الأمير رشيد، صورا تذكارية مع المنتخب.

وأكد الديوان الملكي المغربي أن الاستقبال الذي خصصه العاهل المغربي للاعبين الذين كانوا مرفوقين بأمهاتهم، تكريم للنساء المغربيات.

وشدد الديوان على أن هذا الاستقبال يشكل تعبيرا عن المكانة الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للمرأة المغربية باعتبارها دعامة أساسية للعائلة وللمجتمع المغربي.

كما تداول المغاربة مقاطع فيديو وصور الرحلة التي أقلت المنتخب من مطار مدينة سلا بقرب العاصمة المغربية الرباط وصولا إلى القصر الملكي في العاصمة الرباط.

هذا وقد ضجّت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الدولية بتغطيات وصور وفيديوهات للاستقبال الذي وصف بـ”المبهر” الذي حظي به المنتخب المغربي لكرة القدم، أمس الثلاثاء، انطلاقا من مطار سلا الرّباط إلى القصر الملكي، حيث كان الملك محمد السادس في انتظار أعضائه لتوشيح صدورهم بأوسمة ملكية.

واعتبرت وسائل الإعلام الدولية أن “أسود الأطلس” حظوا بـ”استقبال أبطال كأس العالم”، كما جاء في تقرير لصحيفة “رفايلا نوتيسياس” الأرجنتينية، التي غطّت في وقت متزامن احتفالات الأرجنتينيين بـ”رفاق ميسي” المتوجين بالبطولة، الذين استعانوا بمروحية للخروج من وسط الحشود في العاصمة بوينس آيرس.

في السياق نفسه علّق إعلاميون أرجنتينيون على هذه الاحتفالات في حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث أرفق سيرجيو موسيلا، الصحافي بإذاعة “لا راديو ديل مونديال”، مجموعة من فيديوهات استقبال المنتخب المغربي بـ”تغريدة” قال فيها: “هذه ليست بوينس آيرس.. إنها الرباط”؛ وهو التعليق ذاته الذي أوردته صفحة قناة “آر تي في ديبورتي” الإسبانية على الموقع ذاته.

وتليق هذه الاحتفالات بالمشاعل والأهازيج والأعلام الوطنية لحشود المواطنين المغاربة باللاعبين “الذين ضخوا طاقة جديدة في كرة القدم الإفريقية والعربية”، وفق ما جاء في صحيفة “دياريو بوبيلار” الأرجنتينية، التي ذكّرت بحصول المغرب على المركز الرّابع في مونديال قطر 2022، متجاوزاً العديد من المنتخبات المحتلة مراكز متقدّمة في ترتيب “الفيفا”.

وفي تقرير مطوّل، نقلت وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” تصريحات مجموعة من أنصار “أسود الأطلس” الذين قدم بعضهم، وفقها، من مدن بعيدة للمشاركة في احتفالات استقبال النخبة الوطنية؛ “لأن هذا الجو انتظرناه كثيراً ولن يتكرر”، يقول أحدهم لها.

واعتبرت “إفي” أن المنتخب المغربي كان بمثابة “الإنجاز الأكبر في المونديال، كونه أول منتخب إفريقي وعربي يتأهل إلى نصف النهائي في تاريخ البطولة”، مشيرة إلى أن المشجعين المغاربة سيتذكّرون دائمًا حكيمي وزياش وبونو، كما اكتشفوا قدرات أوناحي وأمرابط، اللذين يتوقع الكثيرون أنهما سيصبحان عنصرين جذابين في سوق انتقالات كرة القدم المقبلة.

كما وصفت الوكالة الناخب الوطني وليد الركراكي بـ”البطل الوطني”، وقالت إن عبارته الشهيرة “ديرو النية” أصبحت “شعاراً وطنياً”، وفق تعبيرها. بينما اعتبرت صحيفة “آل لير ليبيري” الشيلية أن “فريق الركراكي صنع التاريخ لإفريقيا والدول العربية”.

في السياق ذاته، قال موقع قناة “الجزيرة” الناطق بالإنجليزية، في تقرير حول استقبال المنتخب المغربي، إن الفريق صنع التاريخ في نهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا العام بعد فوزه على منتخبات بلجيكا والبرتغال وإسبانيا، وتحقيقه ما وصفه بـ”الإنجاز الذي يبدو مستحيلًا”، وهو احتلاله المركز الرابع في مونديال قطر.

وأضاف الموقع: “استحوذ المنتخب المغربي، المعروف بلقب ‘أسود الأطلس’، على القلوب وصنع التاريخ كواحدة من قصص النجاح الكبرى في بطولة هذا العام، حيث أكسبهم الأداء غير المسبوق احتفالًا خاصًا من قبل المشجعين”.

يذكر أن المنتخب المغربي كان حصد في فعاليات كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر، المركز الرابع، في نتيجة تاريخية كأول منتخب عربي يصل إليها.